الجمعة، 23 يوليو 2010

علاّمة ماردين يدعو الشباب المسلم لرفض الدعوات غير الشرعية للجهاد


علاّمة ماردين يدعو الشباب المسلم لرفض الدعوات غير الشرعية للجهاد

عبد الوهاب الصالح من الرياض لموقع الشرفة
2010-04-12

اجتمع الشهر الماضي عدد من العلماء والمفكرين المسلمين في مدينة ماردين في تركيا للطعن في تفسير فتوى عمرها 700 عاماً لطالما استخدمها المتطرفون لتبرير أعمال العنف ضد المسلمين وغير المسلمين.

وأصدر العلماء إعلاناً جاء فيه أن التصنيف التقليدي للعالم بين "دار للإسلام" و"دار للكفر" لا يتكيف مع الواقع المعاصر. وقالوا إن العالم اليوم لا يمكن تقسيمه بهذا الشكل وأن الجماعات المتطرفة قد أخطأت في تفسير فتوى ابن تيمية.

من جهته، قال العلاّمة الموريتاني الشيخ عبدالله بن بيه، الرئيس التنفيذي للمركز العالمي للتجديد والإرشاد في لندن (GCRG) "كان ذلك خطأ في فهم الجهاد والولاء والبراء والعولمة." وقد قام بن بيه، الذي رعى مؤتمر ماردين، بتأسيس المركز مع الدكتور عبدالله نصيف، نائب رئيس مجلس الشورى السعودي سابقاً، وبعض المسلمين من كل أنحاء العالم.

بن بيه تحدث في مقابلة مع "الشرفة"عبر الهاتف من منزله في جدة عن أبزر ما ورد في "إعلان ماردين". وهذا نص الحوار:

الشرفة : إلى ماذا هدف المؤتمر؟ وماذا عن أهمية مكان انعقاده؟

من "ماردين" المكان انطلقنا إلى كل مكان. ومن شيخ الإسلام "ابن تيمية" ومن سبعة قرون انطلقنا إلى كل القرون. وجمعنا كل العلماء من كافة الاختصاصات والمذاهب ومناقشة كل هذه الملابسات، حيث كان المغول والتتار يحتلون هذه المناطق وكانت دولة المماليك في الجانب الآخر مع شيخ الإسلام.

وقد أفتى ابن تيمية فتوى ملخصها "فكرة الدار المزدوجة" التي لها وجهان ولا يمكن أن تعتبر ماردين دار حرب أو سلم، هي دار مركبة، فهناك من التتار وليسوا مسلمين وهناك أهل ماردين من المسلمين. وقد قدمت هذه الفتوى بتوازن للتعامل مع الفريقين. شيخ الإسلام اقترح وصفا لهذه المنطقة واعتبر سبقاً حينها.

ولكن بعض الناس في بداية السبعينات "أخطأوا التأويل وما أصابوا في التنزيل"، فجعلوا الدار غير معصومة وكل الدور في العالم لا تحترم فيها الأموال والدم وكان ذلك خطاء في فهم الجهاد والولاء والبراء والعولمة.

الشرفة : بالنسبة لكم، ما أبرز ما ورد في "إعلان ماردين"؟

بن بيه : أبرز ما وصلنا إليه أن الدار في الوقت الحاضر مع الوضع العالمي لا تخضع إلى التقسيمات التي كانت قائمة في ذلك العصر. تلك التقسيمات لم تكن من باب "التوقيف" وإنما من باب "التوظيف" بمعنى أنها تقسيمات "وظيفية للدار" وكان العرب يقسمونها "دار إسلام" و"دار كفر" وهذا لم يكن تصنيفا من الشرع الذي لم يأمر بهذا، وإنما كان توصيفا وظيفيا لتلك الفترة. ورأينا الوضع العالمي يعتمد على المواثيق الدولية. ونقول بأن العولمة الجديدة لا تصنف دارا عن أخرى بمعني دار للمسلمين ودار للكفار، فالمسلمون في كل مكان في العالم، وهذه العناصر الجديدة بإمكانها تغيير فكرة التقسيم الذي كان معمولا بها في الماضي. ولهذا نحن عدلنا عن اسم "الدار" إلى "فضاء" للتسامح، فالعالم هو ذلك الفضاء.

وعلينا أن نعيد إذا صح التعبير قراءة المواثيق على ضوء الشريعة، ونلاحظ بأن الفصل 51 من ميثاق الأمم المتحدة يتحدث عن الحرب والسلام وهو قريب جداً من نصوص الشريعة الإسلامية.

الشرفة : إلى أي جماعة تم توجيه هذا الإعلان؟

بن بيه : في اعتقادي ما قصدناه هو إثارة حوار ونقاش. فالإثارة كما نقول في الفقه قبل الإنارة، نحن نتبنى "التأصيل والتوصيل" بمعنى نؤصل إلى قضية ما من طرف العلماء ونوصل هذا الفكر إلى الآخرين، ونطمح للتصالح في الساحة الإسلامية التي تشهد حروباً، ونعمل على وجود حياة استجابة لدعوة النبي محمد، وندعو بأن تحيا الأمة ويكون لها عقل.

هناك ضعف في العقل والرشد ونسعى لإيجاد فقه معاصر للنظر في الجذور التاريخية، لمحاولة إسقاط بعض تلك الأحكام على الوضع الحالي، لو وصلت الأمة إلى الحد الأدنى من الاتفاق.

الشرفة : من خلال تعايشكم مع العلماء المسلمين، كيف ترون تعاملهم مع فتوى ماردين؟

بن بيه : لقد اختلفت من شخص لآخر، وكان الاختلاف واضحاً حينما طرحنا فكرة التحريف في شيخ الإسلام ابن تيمية. هناك تحريفٌ في الفتوى المطبوعة. وكان رد الفعل واضحاً حول كلمة "يقاتلون" وليس "يتعاملون"، فوجدنا بأن الأدلة الدامغة من خلال الشيخ "ابن مفلس" وهو أحد تلامذة الشيخ ابن تيمية المباشرين وأعلمهم في الفقه الحنبلي ذكر بأن الفتوى "يتعاملون" وليس "يقاتلون" وهي موجودة كذلك في "الفتاوى النجدية" وقد وجدنا الأدلة الدامغة التي تقول بأنه "يعامل" وليس "يقاتل"، فكلمة يقاتل ليست صحيحة وهي مربط فرس في الفتوى التي يعتمد عليها من يدعون الجهاد.

الشرفة : هل هناك أمل أن من أخطأ في التأويل أن يعود عن هذا الخطأ؟ وكيف ترون ظهور حالات في العالم الإسلامي تدعو إلى نبذ مفهوم الدولة المعاصرة والتمسك بقراءات متشددة للشريعة؟

بن بيه : لا أتوقع أن نجد عودة بالطريقة التي نطمح لها، لكننا نجد بأن بعض العلماء راجعوا بعض الأفكار وقاموا بتحديث رؤاهم خصوصا فيما يخص دولة المواطنة. ونحن نرى بأن دولة المواطنة فكرة صحيحة ومقبولة شرعا.

وهي قد لا تؤثر في الدوائر التي تخلّ بالأمن، لكنها تؤثر في المنابع التي تمدها بالفكر وإن كانت تختلف معها في العمل، ولا أريد أن أحكم على أحد.

بعض الآراء التي تفسر تفسيراً ظاهرياً لبعض النصوص الشرعية من الكتاب والسنة أو تأخذ بأقوال العلماء بتفسير ظاهري لها، قد تؤدي إلى قتال غير شرعي أو غير منطقي وغير قانوني.

الشرفة : الإعلان أكد عدم الجواز للفرد المسلم ولا لجماعة من المسلمين إعلان حرب أو دخول في جهاد قتالي من تلقاء أنفسهم. ما هي توصيتكم لمن يقاتل تحت راية هذا النوع من الجهاد؟

بن بيه : نحن نرجو أن يتعقل شبابنا وأن لا يقدم الآخرون ذريعة لهم للدخول في هذه الحروب. ونحن نريد أن نكون إطفائيين لهذه الحرائق التي تعلن على أمتنا الإسلامية، وليس لها عقلاً أو شرعاً. نحن ضد كل تلك الحروب التي تعلن هنا وهناك والقتال بدون قيادة سياسية ورأي ولاية الأمر غير مقبول. علينا ترجيح ميزان العقل والمصلحة والنصوص الحقيقية، وعلينا أخذ مقاربة فكرية جديدة للعالم الإسلامي. نحن أناس يقترحون فقط، كما نطمح إلى التعاون مع الخطاب السلمي والتيار العاقل في العالم الإسلامي الذي يؤمن بالحقوق والواجبات.

راكبو النخيل وصراع البقاء في السعودية


راكبو النخيل وصراع البقاء في السعودية

عبد الوهاب الصالح من الرياض لموقع الشرفة
2010-07-02

قبل أن يصبح البترول محور الاقتصاد في السعودية، كانت محافظة القطيف، شرق البلاد، تُعرف بشكل أساسي بثروتها من أشجار النخيل.

فالقطيف واحة زراعية كانت تعتمد قبل البترول على الزراعة والبحر، كمصادر للدخل فيها. وفي واحة المحافظة مليون نخلة موزعة على مساحة 10 آلاف فدان.

تلك الواحة الزراعية فقدت الكثير من صورتها بعد أن أهملت وأصبح سكان المحافظة يعملون في الشركات الكبرى مثل شركة أرامكو السعودي،. إذ تحتاج الأشجار إلى رعاية متواصلة، لا سيما لإرضاء مستهلكي التمر.

حين بدأ السعوديون ينخرطون في قطاع الخدمات البترولية، أدت التغييرات في سوق العمل إلى تكوين سوق متخصصة للعاملين في رعاية النخيل. وأما اليوم، فكافة الوظائف في هذا القطاع يشغرها عمال وافدون، في حين أن السعوديين الذين لا يزالون في هذا المجال، قد ورثوا مهنتهم من الأجيال السابقة ولا يعرفون غيرها.

وتمتد الرعاية بأشجار النخيل على ثلاث أو أربع مراحل في السنة.

في المرحلة الأولى، يقوم العمال بتنظيف شجرة النخيل، ثم يستعينون في المرحلة الثانية بلقاح وغطاء تلقيح لحمايتها. أما في المرحلة الثالثة، فيزيلون الغطاء الواقي ويكشفون التمور، التي يتم قطفها في المرحلة الرابعة والأخيرة.

ويجني راكب النخيل 25 ريالاً لكل شجرة يجهزها. وهو يقوم عادة بأربع زيارات في السنة إلى الموقع. وإذا كانت الحديقة جزءاً من منزل، يمكنه أن يجني مبلغاً قدره 500 ريال يدفع له دفعة واحدة. غير أن هذه المهنة تتطلب جهداً جسدياً كبيراً، إذ يترتب على العامل أن يتسلق أعلى الشجرة، التي قد يصل ارتفاعها من 25 إلى 30 متراً.

ويقول الشاب علي السياقات، عامل نخيل يبلغ من العمر 28 عاماً، "نحن مجموعة من الشباب كان آباؤنا يعملون في هذه المهنة، وكنا نعيش معهم منذ الطفولة في البساتين".

ويضيف "عملنا موسمي ودخله قليل. يبدأ عملنا قبل بدء خروج الثمر (الرطب) حيث نقوم بنزع الشوك من سعفها، ثم ننظف أطرافها، وننهي عملنا بإنزال الثمرة نحو الأسفل". وتابع قائلاً "يأتي جاني الرطب بعد نحو ثلاثة أشهر ليمارس عمله بكل سهولة".

وأشار السياقات إلى أن هذه مراحل متباعدة زمنياً، وتأخذ وقتا يستمر ثلاثة أشهر في السنة، مضيفاً أن كثيراً من المنازل تحافظ على "زراعة النخلة، وهنا يأتي دورنا حيث نقوم نحن بالاعتناء بها طوال العام".

"بعضهم يريد ثمرتها في بداية الموسم وآخرون يريدون أن يستفيدوا منها في عمل (التمر) الذي يتم عمله خلال فترة الصيف"، بحسب السياقات.

ويصف راكبو النخيل مهنتهم بمهنة المتاعب والأخطار. فالأشجار عادة ما تكون مرتفعة وسهلة الانكسار في أعلاها.

ويقول السياقات "من المخاطر التي تحدق بنا سوسة النخيل، فإن كانت النخلة مرتفعة وهي مصابة، ربما تنكسر فنقع مع جذعها"، مستدركا "لا نركب أي نخلة إلا بعد معرفة مدى سلامتها".

الخبرة الطويلة تجعل راكبي النخيل أصحاب غريزة طبيعية مميزة تمكنهم من معرفة مدى سلامة النخلة كما ويصبح بإمكانهم تحديد نتيجة تسلقهم الشجرة من خلال مجرد النظر أو السمع.

وهنا يقول صالح العوامي، 55 عاما، "إن أصيبت بسوسة النخيل، نشعر بصوت التجويف المنبعث من أداة الكر التي نركب بها النخلة".

وفي حديثه، أشار العوامي الذي يعاني ألماً في الركبتين بعد كل يوم عمل، إلى أن الوقت الذي يمضيه على كل نخلة يعتمد على عمرها. ويقول "بعض أشجار النخيل يحتاج إلى نصف ساعة، وبعضها أكثر من ساعة".

ويتخوف العوامي من انقراض هذه المهنة.

وعن شجرة النخيل الشاهقة الطول (30 مترا)، يقول العوامي "لا أخشى النخيل المرتفعة. أتسلق بعضها وأشعر بالمتعة رغم وجود الخطر".

ويستدرك "أحيانا ينتابنا الخوف من تمايل النخلة الطويلة، فالهواء الشديد يهز الجذع الذي نكون واقفين عليه ليسبب الخوف، ويؤخر الإنجاز".

ورغم تفاؤل العوامي والسياقات حول دخول العناصر الشبابية للعمل في الفلاحة، إلا أن هذه المهنة تعاني نقصاً في اليد العاملة. وأصبح من الملحوظ هيمنة العمالة الوافدة التي تمارس الدور الذي يقوم به الفلاح السعودي، الأمر الذي أثار بعض الجدل.

ويؤكد العمال الأجانب الذين احترفوا مهنة تجهيز النخيل في بلادهم على أن عملهم فيه الكثير من الاحتراف وأن الطلب الكبير على خدماتهم دليل على ذلك.

ويقول كومار، وهو راكب نخيل هندي، "خبرت التعامل مع النخيل منذ كنت في الهند، فبلادي فيها الكثير من النخيل".

وأضاف قائلاً "نختلف من ناحية تزيين النخلة عما يفعله المزارع السعودي".

الحناية مهنة تدر أرباحا عالية للسعوديات


الحناية مهنة تدر أرباحا عالية للسعوديات

عبد الوهاب الصالح من الرياض لموقع الشرفة
2010-06-25

تعود جذور الحناء بالنسبة للمسلمين إلى ما ورد في التاريخ الإسلامي.

وقد تحدث عنه الطبيب المسلم الشهير إبن سيناء وقال "إنه نبات ينفع لأوجاع العصب، ودهنه يلين الأعصاب وينفع من كسر العظام. يطلى على الجبهة مع الخل للصداع، وفي قروح الفم، وموافق لأوجاع الرحم".

ولا تخلو مدينة أو قرية في السعودية من سيدة تعمل في الحناء، وتسمى "حناية"، وهي ترسم النقوش على أيادي النساء.

والكثير من الحنايات السعوديات لا يستخدمن الخلطات الجاهزة، بل يعددن خلطاتهن في المنازل.

وهذا هو حال صفية وندية في مدينة الهفوف في محافظة الإحساء شرق السعودية، واللتين تقومان برسم الحناء بخطوط دقيقة على يد النساء، ويفوح منزلهما برائحة مسحوق الحناء.

تنقش صفية أيدي النساء وتستمع لحكايات من تقوم بنقش يديها، فأصبحت تعرف قصص الكثير من الرجال والأسواق والمجتمع القريب والبعيد؛ فيما تجمع شقيقتها ندية المال من النساء، ثم تقوم بتغليف المزيد من الحناء الرطب في أقماعها المخصصة.

في محل صفية وندية لا يكف الهاتف عن الرنين، فكثيرات يرغبن في المجيء لنقش أيديهن بالعنابي الذي يميزهن عن غيرهن.

عالم الحنايات عالم مليء بالكسب المالي الذي يعد استثمارا قد لا يدركه الكثير من الناس.

في هذا الإطار، قالت مريم السويرج، التي تعيش في عالم الحناء منذ سبع سنوات، إنها اتخذت من الحناء مهنتها لأن لديها الموهبة في النقش والرسم، كما أنها لم تستطع إيجاد وظيفة أخرى. وهي تشعر بسعادة كبيرة حينما ترى النساء يثنون على نقوشها، على الرغم من الجهد الكبير الذي يتطلبه رسم الحناء.

وتحرص مريم على تطوير مهارتها باقتناء بعض الكتب التي تحوي بعض النقوش الغريبة والمطلوبة.

وتشير إلى أن "عمل الحناية يدر الكثير من المكاسب المالية، ولكن ذلك يتحدد بناء على شهرة الحناية ومدى قبول النساء لها، حيث يصل ما تقوم بجمعه من تلك المهنة في الأسبوع إلى أكثر من ثلاثة آلاف ريال (750 دولار) خاصة في مواسم الأفراح والأعياد".

من جانب آخر، تبذل أم حمد الرمضان، والتي أمضت أكثر من 10 سنوات في نقش الحناء، جهداً كبيرا على تلك الموهبة التي اتخذتها كمهنة تدر عليها دخلا جيدا ترى بأنه "أفضل من دخل بعض المعلمات".

وحول الدخل الشهري، تقول أم حمد إنه مختلف بين شهر وآخر، لكنها في المواسم تقدر الدخل بـ6000 ألف ريال (1600 دولار) في الأسبوع.

ففي المناسبات، تعمل أم حمد على مدار الساعة، وغالبا ما تصل ليلها بنهارها. ويأتي زبائنها من جميع القرى المحيطة بمسكنها في مدينة الهفوف.

وعن خلطتها الخاصة تقول "أشتري أفضل أنواع الحناء التي يتم استيرادها من دول أخرى في الخليج. وأقوم بعمل خلطاتها وألوانها المتدرجة بين العنابي حتى الأسود، وهما أكثر الألوان المرغوبة لدى النساء".

وتضيف أم حمد أن النقوش تختلف حسب لون البشرة والسن والوزن أيضا. وتُقبل النساء على النقوش التي تدخل فيها الزخارف العربية والنقوش الهندية والعمانية، كما الأشكال الهندسية المختلفة.

بدورها، تقول نرجس العلي إن لها خمس سنوات في هذه المهنة وأن "عملها لا يقتصر على نقش اليدين والقدمين فحسب، بل هناك من النساء من يطلبن وضع الحناء على أماكن عديدة في الجسد بغرض التزين".

وتابعت العلي أن البعض يقصدها ليشتري منها خلطة الحناء التي عرفت بها. فتقوم بعض المتدربات على وضع الحناء في منازلهن في محيط الأسرة والبعض الآخر لاستخدامه في الشعر، من دون مواد مضافة.

وتبلغ قيمة القمع الواحد 5 ريالات (دولار ونصف).

نشر الوسطية في السعودية وسيلة لكسر جسر التطرف


نشر الوسطية في السعودية وسيلة لكسر جسر التطرف

عبد الوهاب الصالح من الرياض لموقع الشرفة
2010-06-15
لا يكاد يمر أسبوع دون أن يسمع السعوديون عن مؤتمر دولي أو ندوة تناقش "الوسطية في الإسلام".

وكان آخرها "ندوة حول مفاهيم الوسطية والإرهاب والأمن الفكري" التي نظمتها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بمنطقة القصيم في 10 يونيو/حزيران.

يشار إلى أن المؤتمر الذي يشكّل جزءاً من سلسلة مؤتمرات تعقد في مختلف المحافظات يهدف إلى "وضع خطط مستقبلية جديدة نسير عليها لمحاربة الفكر الضال الذي يدعو إلى التكفير والتفجير ويحارب التطوير والتقدم في مجالات الحياة"، بحسب قول الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز.

وتأتي أهمية هذه الندوات التي تجمع أئمة وعلماء دين من أنحاء المملكة نتيجة الاقتناع بأن مشكلة "الغلو والتطرف" التي انتشرت في السعودية وبعض الدول الإسلامية هي أزمة فكرية في الأساس.

وتأمل السلطات السعودية في أن تكبح تنامي الفكر المتطرف من خلال نشر الوسطية.

من جهته، قال عبد الرحمن محمد الوهابي الأستاذ المساعد في قسم اللغة العربية في جامعة الملك عبد العزيز في جدة إن الحديث عن مفاهيم الوسطية في "الثقافة السعودية المعاصرة برز بصورة واسعة نتيجة الشعور بخطر المفاهيم غير المعتدلة، وانتشار ثقافة التطرف الفكري في الرؤية الدينية خاصة".

ولفت الوهابي إلى وجود دفع رسمي في السعودية نحو "الرؤية الوسطية، ازداد من خلال برامج الإصلاح التي تدعمها الحكومة السعودية."

وأضاف أن تفاعل الوسطية لا يأتي "بالأماني بل من خلال أجندة توعوية مكثفة يلازمها تطبيق منظم في مجموعة أنشطة المجتمع."

ويرى الوهابي أن الحكومة السعودية أخذت هذه المبادرة في محاولة جادة لكبح "أورام التطرف الفكري وانتشارها ومحاربتها عبر برامج الحوارات الفكرية والمؤتمرات التي تسعى الدولة إلى تثبيتها في مجال التسامح ووضع حد للتطرف الفكري ... الحاضر والذي يعمل بصورة سرية".

من جهته، قال الباحث الإسلامي ورئيس تحرير مجلة الكلمة السعودية زكي الميلاد في حديث مع "الشرفة" إن الفكر الوسطي "ليس ظاهرة جديدة في الثقافة الإنسانية"، معتبراً أنه "الاعتراف بالآخر والقبول به والتعايش معه".

وأكد على أن الاعتدال يجب أن يحيط بكل "أفكارنا وبكل تصرفاتنا بعيداً عن الغلو والتطرف، وبعيداً عن الانغلاق والتقوقع في الذات".

ودعا الوهابي المجتمع الإسلامي إلى "بسط مفاهيم توفيقية للوسطية"، مضيفاً أن غياب "الحرية والحقوق والأمن الاجتماعي وبروز الفساد من الناحية التطبيقية مدعاة للتطرف في أي مجتمع كان".

ويرى الوهابي أن السلطات السعودية بدأت بتطبيق الإصلاحات من خلال إجراء الانتخابات البلدية ومحاربة الفساد في الحكومة والتي من شأنها تعزيز هذه الوسطية.

ويعد برنامج المناصحة من أهم المشاريع التي أطلقها السعوديون وهو يهدف إلى تأهيل الأشخاص ذوي الفكر المتطرف من خلال تصويب أفكارهم المغلوطة عن الإسلام وإعادة دمجهم في المجتمع.

ويستند البرنامج إلى فكرة أن الحرب على التطرف هي جزء من "حرب الأفكار" والتي تدور حول ما هو مباح في الإسلام.

ودعا الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية الدكتور ضياء رشوان إلى الاستفادة من التجربة السعودية في تأهيل معتنقي الأفكار الضالة.

وقال "يعد برنامج المناصحة المشروع المنهجي الوحيد في العالم العربي والإسلامي الذي حقق نتائج مذهلة، فالفكر لا يمكن مقاومته إلا بالفكر".

السبت، 3 أبريل 2010

السعوديون يتنفسون الصعداء بعد تفكيك خلايا تابعة للقاعدة

السعوديون يتنفسون الصعداء بعد تفكيك خلايا تابعة للقاعدة

عبد الوهاب الصالح من الرياض
2010-04-01


ثمن مسؤولون ومفكرون سعوديون العملية الاستباقية الأخيرة التي قادت إلى تفكيك ثلاث خلايا إرهابية تابعة لتنظيم القاعدة.

وفي كلمته خلال افتتاح مؤتمر مكافحة التطرف الذي انعقد بالمدينة المنورة في 28 مارس/آذار، نوه وزير الداخلية السعودية نايف بن عبد العزيز برجال الأمن الذي وصفهم بأنهم "يعملون ليل نهار، ومهمتهم الأولى منع حدوث الأعمال الإرهابية".

تجدر الإشارة إلى أن الخلايا التي أعلنت وزارة الداخلية السعودية في 23 مارس/آذار تضم 113 عنصراً ينتمون لتنظيم القاعدة، قاموا ببناء شبكة وصفها المتحدث الأمني باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي بأنها "ضعيفة"، مستنداً بذلك إلى لجوء التنظيم للعناصر غير السعودية داخل صفوفه.

وقال اللواء التركي لـ"الشرفة" إن قوات الأمن "ألقت القبض على 113 من أعضاء تنظيم القاعدة، الخلية الأولى ضمت 101، بينهم 47 سعودياً، و51 يمنياً، و3 من جنسيات أخرى. والخلية الثانية (ضمت) 12 إرهابياً: 11 سعودياً ويمنياً واحد".

وذكر اللواء التركي أن أعضاء الخلية الثانية "تم القبض عليهم في شرق السعودية، حيث خططوا لمهاجمة مصافي تكرير النفط في محافظة رأس تنورة [70 كم شمال مدينة الدمام]، وقد اعترضتهم أجهزة الأمن في مراحل الإعداد الأولية لمهاجمة المنشآت الحيوية".

وأضاف أنه "لم تكن هذه المرة الأولى التي يخطط لها تنظيم القاعدة لتفجير المناطق البترولية في شرق المملكة".

وأوضح منصور التركي أن خلايا تنظيم القاعدة "تعمل بشكل مستقل، وترتبط كل خلية بالتنظيم بشكل مباشر".

من ناحيته، قال الكاتب والمحلل السياسي محمد العثيم لـ"الشرفة" إن "الأمن السعودي تفوق مؤخراً في كل قطاعاته (العسكرية والفكرية)".

وأضاف العثيم أن "المواطن أصبح يعي معنى الإرهاب على الوطن والدين، ولم نعد نسمع عن مواطن يتستر على إرهابي لمجرد أنه لبس عباءة الدين كذباً".

أما الكاتب قينان الغامدي، فقال "المطلوب أن تواكب النجاحات الأمنية نجاحات فكرية فاعلة تسمي الأشياء بأسمائها، وتعمل على تصيد ينابيع التطرف الفكري بجرأة ووضوح وتفككها، وتشرح للناس مخاطرها بصورة شاملة تتكرر عبر كل وسائل التواصل الممكنة وهي كثيرة".

ورأى الغامدي أنه من الضروري متابعة منابع التطرف وتغيير آليات المتابعة.

وقال إن "اكتفاء المقاومة الفكرية ببعض الكتب أو المحاضرات أو المؤتمرات التي تأتي بعموميات، لا تمس الواقع ولا تتتبع منابع التطرف، ولا تحددها، جعل هذه المناشط، رغم أهميتها، ذات أثر ضعيف. وما لم تتغير آلياتها وأدواتها ومضامينها في إطار إستراتيجي شامل فإنها ستظل كما لو كانت رفع عتب ليس إلا، ويظل الخطر قائما ويتعاظم".

وحول اختيار تنظيم القاعدة لعناصر من جنسيات غير سعودية، قال عضو هيئة التدريس بكلية الملك فهد الأمنية الدكتور فيصل اليوسف إن استخدام هذه الجنسيات (البنغلاديشية، الإريترية، الصومالية) يأتي "لبعدها عن الشبهة في جرائم الإرهاب، وعدم وجود سوابق إرهابية عليها من قبل، كما يأتي استهداف تنظيم القاعدة لجنسيات أخرى غير سعودية مقيمة في المملكة من خلال استغلال وضعها الاقتصادي، وعيشها تحت وطأة ظروف مادية متدنية".

وكيل كلية الدراسات العليا بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية اللواء الدكتور سعد الشهراني اتفق مع اليوسف، ورأى أن "العامل الاقتصادي عامل استدراج لهذه الجنسيات، وكذلك الضعف العقائدي".

وقال إن "تنظيم القاعدة يبحث عن تنويع وسائل عمله من خلال تنويع الجنسيات خاصة فيما يتعلق بجرائمه الإرهابية".

هذا وكانت المنطقة الشرقية في السعودية قد شهدت خلال السنوات الماضية عدة أحداث، من بينها هجوم أربعة إرهابيين مسلحين في 27 مايو/أيار 2004 على مجمع واحة عبد العزيز السكني في الخبر. كما شهدت أيضاً اشتباكات عنيفة مع عناصر القاعدة، الذين تحصنوا في مبنى سكني في حي المباركية بمدينة الدمام، وذلك في مطلع سبتمبر/أيلول عام 2005.

وفشل تنظيم القاعدة في تفجير مصاف نفطية في محافظة أبقيق بسيارتين مفخختين في 24 فبراير/شباط 2005، كان يتولى قيادة مجموعتها "فهد فراج الجوير"، الذي قتل ورفاقه في
عملية دهم أمني بالعاصمة الرياض بعد يومين من فرارهم من إبقيق.

نقلا عن مجلة الشرفة
http://www.al-shorfa.com/cocoon/meii/xhtml/ar/features/meii/features/main/2010/04/01/feature-01

السبت، 20 فبراير 2010

الدراما السعودية تناضل للوصول إلى مكانة لائقة



الدراما السعودية تناضل للوصول إلى مكانة لائقة عبد الوهاب الصالح من الرياض
2010-02-19
أثبتت الدراما السعودية خلال السنوات الأخيرة بأنها قادرة على المنافسة في سوق الإعلام الخليجي.
فلقد أصبحت كافة القنوات العربية والخاصة تتنافس للحصول على احتكار تلك المسلسلات التي تنتَج من خلال السعوديين ويتم تنفيذها في الخارج.
كاتب السيناريو والمخرج والممثل السعودي ورئيس جمعية الثقافة والفنون بالمنطقة الشرقية سابقاً عبد العزيز السماعيل، تحدث لـ"الشرفة" عن لجوء الدراما السعودية للقنوات العربية وابتعادها عن التلفزيون السعودي.
"الدراما مشابهة تماما لوضع السينما، أي أنها صناعة وليست عملية إبداعية صرفة. وما ينطبق على مفهوم الصناعة من شروط ومتطلبات ومعايير في الإنتاج ينطبق على الدراما التي يسيطر عليها القطاع الخاص."
واستطرد قائلا "القطاع الخاص يسيطر على إنتاج الدراما ليس بسبب تحرره من الرقيب الحكومي فقط، بل لأنه يدفع أجورا أكثر للممثلين والكتاب وطاقم العمل الفني. هو يتحمل تكاليف الإنتاج الباهظة ومتطلباتها الكثيرة مقابل البيروقراطية والروتين والأنظمة الجامدة التي تحكم التلفزيونات المحلية بوصفها مؤسسات إنتاج رسمية."
وحول المعوقات التي تواجه الانتاج في التلفزيون السعودي للدراما، قال السماعيل "التلفزيون السعودي ينتج الكثير من المسلسلات التي تتكلم وتعالج الواقع اليومي. ولكن بصفته الرسمية، فهو يعمل وينتج ويعرض في حدود رقابية محسوبة لا يمكن تجاوزها. إلا أنه للأسف نلاحظ أن مؤسسات الإنتاج المحلي لم تنجح حتى في استثمار هذا الهامش الرقابي المتاح بشكل جيد."
أما الكاتبة والشاعرة السعودية الدكتورة ثريا العريض، فعلّلت لجوء الدراما السعودية للخارج إلى "أولا، الإبداع الدرامي المحلي لا زال وليدا غير معترف به. ثانيا، أولويات التغيير والتشجيع لدينا لم تتوجه إلى التمثيل بعد."
وقالت العريض "التفضيل السائد أن هناك ما هو أهم والأفضل الابتعاد عن التابوهات. ثالثا، متعتنا الترفيهية مشبعة بالدراما المستوردة وهي استهلاكية مفصلة على ذوقنا ومعدة للاستمتاع الضحل."
بدورها، قالت الإعلامية السعودية والمذيعة في قناة "الحرة" بثينة النصر إن "التلفزيون السعودي يلخصه تهكم ساخر شهير اتفقت أغلب فئات المجتمع على تسميته بـ "غصب 1" و"غصب 2"، إشارة إلى القناة السعودية الأولى والقناة السعودية الثانية."
واستطردت النصر قائلة "لدينا ندرة في كل ما يتعلق بتنفيذ المسلسلات الدرامية، من الطاقات البشرية إلى الموضوع (كتابة القصة والرواية الهادفة القابلة للإنتاج كعمل تلفزيوني). ونحن نعاني من ندرة في المخرجين والفنيين والممثلين المتخصصين وليس الهواة، ناهيك عن الممثلات اللواتي لا يستطعن البروز داخل المجتمع وعليهن الهروب والإقامة في الخارج للعمل وعدم التعرض للإساءة من قبل الآخرين."
وحول الاستعانة بالشخصيات النسائية من خارج السعودية، قالت الدكتورة ثرية العريض "إن المجتمعات الخليجية تجاوزت مجتمعنا المتخوف من خروج المرأة وحضور الأنثى في الحياة العامة. كما أننا متوجسين من مواكبة الزمن."
أما السماعيل الذي يختلف مع العريض فيرى بأن "الممثلة السعودية حاضرة في الدراما المحلية والخليجية إلى جانب ممثلات من دول الخليج الأخرى،" غير أنه يتفق معها في أن "الدراما الخليجية تجاوزتنا بكثير في الخصوصية وهوية الممثل لصالح الموهبة والتميز."

وتحدثت النصر عن استقطاب القنوات العربية والخاصة لبعض الشخصيات الفنية للعمل لديها واحتكارها، قائلة "ربما يكون [السبب] المقابل المادي."
وأضافت "مساحة الحرية في المحتوى والمعالجة أكثر مرونة في الخارج منها في الداخل [في السعودية]."
أما في موضوع كتابة السيناريو، قال السماعيل "أنا أتواصل مع المنتج المحلي ومع جهات عربية بسبب انتشارها في الفضاء، علماً بأن غياب المنتج الرسمي لم يكن لصالح العمل الفني الذي أصبح خاضعا لمعايير استهلاكية ولتحقيق الكسب المادي على حساب المضمون."

"وهنا تأتي المفارقة"، كما يقول السماعيل، "بين المنتج الرسمي والمنتج الخاص. فإما تخضع للرقابة الصارمة أو لتسطيح المضمون بشكل شامل."

الثلاثاء، 16 فبراير 2010

«دارفوريو المنفى».. المأساة الإنسانية الأكثر قسوة


«دارفوريو المنفى».. المأساة الإنسانية الأكثر قسوة

عبدالوهاب العريض

لطالما حلمت السينما الروائية، بالتضامن مع الشعوب المضطهدة وتبني قضايا الإنسان، كما يقول الكاتب السينمائي الإماراتي احمد القاسمي، ويضيف بأن الفيلم الروائي اليوم يعاني من كبوة الصعود مقابل الفيلم الوثائقي الذي سرق الريادة।وقد وضحت ريادة الأفلام الوثائقية في جذب المشاهد وإصابته بالدهشة والذهول أمام ما يراه من وقائع مؤلمة قد تحملها تلك الأفلام له।وكانت صدمتنا واضحة لدى مشاهدة الفيلم الوثائقي «كونونغو ॥ دارفوريون في المنفى» من إعداد وتقديم وإنتاج محمد اليحيائي لمصلحة قناة «الحرة»، السرد الروائي الذي تميز من خلاله اليحيائي عرض مأساة 3 ملايين نازح وما يزيد على 300 ألف قتيل وأرقام غير معروفة من الاغتصاب وانتهاك العرض لشعب تعرض للتهجير من مسكنه ليصبح لاجئا لا يعرف متى ينتهي المطاف॥ عشر سنين مرت ولم يصل فيها أي صحافي أو فضائية عربية إلا واحدة وقبل سنوات ربما طويلة، لتروى سيرة قبائل نزحت وتهجرت بسبب الحرب ولم تجد سوى الصحراء التشادية منفي لها.مساعداتالمساعدات العربية كما يقول شيخ العشيرة كانت في السنة الأولى وتم تقديمها من دول الخليج (السعودية، الكويت، الإمارات وقطر) ولكنها توقفت وظلت المنظمات الدولية وحدها تواجه مسؤولية هذه الأرواح التي أصبحت منسية في الصحراء.السيدة العجوز بطلة الفيلم كما نستطيع أن نطلق عليها.. تتحدث العربية بطريقة القبائل السودانية تروي سيرة أطفال تم قتلهم أمام عينها وكذلك سيرة رجال كانوا يغزونهم على ظهر الخيول يحرقون ويسبون النساء ويقتلون الأطفال والرجال.. ويأ خذ المخرج (زوم إن ) على عيونها التي رغت بالدموع وانسكبت على وجنتيها الجافة من أثر الصحراء.. وتنتقل بك الكاميرا مرة أخرى إلى أطفال يلهون برمال الصحراء وآخرين يبحثون عن دواء أو يمدون أيديهم للمساعدات الإنسانية القادمة من «النصراني» كما يقول شيخ العشيرة.مأساةاستطاع اليحيائي في هذا الفيلم أن يقدم لنا مأساة 300 ألف قتيل فقدوا حياتهم في إقليم دارفور وقد اختلفت الرواية الرسمية لتقول ان عددهم لم يتجاوز المائة ألف، لكن المنظمات الدولية تقول انه أكثر من ذلك بكثير، ويتفقون على أنهم لا يستطيعون عد حالات الاغتصاب ولا أحد استطاع توصيف هذا الفعل الشنيع الذي وقع على النساء. ويعزز الفيلم هذه القناعة بشهادات حية تحدث فيها سكان المخيم الذي تجول فيه اليحيائي لمدة خمسة أيام واستطاع الوقوف عند التفاصيل الصغيرة لحياتهم اليومية وكيفية ادارتها والتعليم الذي أصبح على الطريقة البدائية والكتب التي يحاولون جاهدين الحصول عليها وكذلك المستلزمات الأساسية.. أما القضاء فتحول إلى شيخ العشيرة الذي تم انتخابه لكبر سنه ونزاهته ومعرفته وقد كوّن له مجلسا من المستشارين يستعرضون المشاكل اليومية التي تحدث في المخيم.زياراتالمتحدثة باسم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في تشاد قالت انهم في المفوضية حاولوا دعوة عدد من الصحافيين العرب لزيارة المخيمات وبث تقارير مستقلة، إلا أن احدا لم يأت، وتضيف ربما لأن الإعلام العربي غير مهتم بمثل هذه القضية ولديه قضاياه التي هي أكثر اهتمام وجدل في مدنهم.لقد أبرز الفيلم عدم تقديم العرب مساعدات إغاثة للهاربين الدارفوريين في المخيمات عدا السنة الأولى للنزوح، وقد تجول اليحيائي في ثلاثة مخيمات تضم آلاف اللاجئين وأبرز طريقة تعليمهم وكيفية تناولهم لحصص الغذاء ولعبهم حفاة وشبه عراة في بعض المقاطع وحياتهم بين بيوت الطين والقش التي هي عرضة للحيوانات والحريق السريع والعطب الطبيعي الذي قد يمر عليها.لقد عزز هذا الفيلم القناعة بشهادات من تحدثوا فيه مع مقدم الفيلم والمنتج. ولا خلاف مع الفيلم في أن مسؤوليات كبرى تقع على «الجنجويد» و«القوات الحكومية»، غير أنه كان ضرورياً الإشارة إلى أن مقادير أخرى من المسؤولية في جرائم الحرب المرتكبة في دارفور تقع على حركات التمرد. لقد استطاع الفيلم الوثائقي أن يثبت حضوره على المستوى العالمي وكذلك على المستوى العربي من خلال تأثيره على المشاهد وتقديم رسالة واضحة لا تحمل توجهات سياسية بقدر ما تحمل بداخلها توجهات إنسانية لذلك الإنسان الملقى في مخيمات الصحراء التشادية.