السعوديون يتنفسون الصعداء بعد تفكيك خلايا تابعة للقاعدة
عبد الوهاب الصالح من الرياض
2010-04-01
ثمن مسؤولون ومفكرون سعوديون العملية الاستباقية الأخيرة التي قادت إلى تفكيك ثلاث خلايا إرهابية تابعة لتنظيم القاعدة.
وفي كلمته خلال افتتاح مؤتمر مكافحة التطرف الذي انعقد بالمدينة المنورة في 28 مارس/آذار، نوه وزير الداخلية السعودية نايف بن عبد العزيز برجال الأمن الذي وصفهم بأنهم "يعملون ليل نهار، ومهمتهم الأولى منع حدوث الأعمال الإرهابية".
تجدر الإشارة إلى أن الخلايا التي أعلنت وزارة الداخلية السعودية في 23 مارس/آذار تضم 113 عنصراً ينتمون لتنظيم القاعدة، قاموا ببناء شبكة وصفها المتحدث الأمني باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي بأنها "ضعيفة"، مستنداً بذلك إلى لجوء التنظيم للعناصر غير السعودية داخل صفوفه.
وقال اللواء التركي لـ"الشرفة" إن قوات الأمن "ألقت القبض على 113 من أعضاء تنظيم القاعدة، الخلية الأولى ضمت 101، بينهم 47 سعودياً، و51 يمنياً، و3 من جنسيات أخرى. والخلية الثانية (ضمت) 12 إرهابياً: 11 سعودياً ويمنياً واحد".
وذكر اللواء التركي أن أعضاء الخلية الثانية "تم القبض عليهم في شرق السعودية، حيث خططوا لمهاجمة مصافي تكرير النفط في محافظة رأس تنورة [70 كم شمال مدينة الدمام]، وقد اعترضتهم أجهزة الأمن في مراحل الإعداد الأولية لمهاجمة المنشآت الحيوية".
وأضاف أنه "لم تكن هذه المرة الأولى التي يخطط لها تنظيم القاعدة لتفجير المناطق البترولية في شرق المملكة".
وأوضح منصور التركي أن خلايا تنظيم القاعدة "تعمل بشكل مستقل، وترتبط كل خلية بالتنظيم بشكل مباشر".
من ناحيته، قال الكاتب والمحلل السياسي محمد العثيم لـ"الشرفة" إن "الأمن السعودي تفوق مؤخراً في كل قطاعاته (العسكرية والفكرية)".
وأضاف العثيم أن "المواطن أصبح يعي معنى الإرهاب على الوطن والدين، ولم نعد نسمع عن مواطن يتستر على إرهابي لمجرد أنه لبس عباءة الدين كذباً".
أما الكاتب قينان الغامدي، فقال "المطلوب أن تواكب النجاحات الأمنية نجاحات فكرية فاعلة تسمي الأشياء بأسمائها، وتعمل على تصيد ينابيع التطرف الفكري بجرأة ووضوح وتفككها، وتشرح للناس مخاطرها بصورة شاملة تتكرر عبر كل وسائل التواصل الممكنة وهي كثيرة".
ورأى الغامدي أنه من الضروري متابعة منابع التطرف وتغيير آليات المتابعة.
وقال إن "اكتفاء المقاومة الفكرية ببعض الكتب أو المحاضرات أو المؤتمرات التي تأتي بعموميات، لا تمس الواقع ولا تتتبع منابع التطرف، ولا تحددها، جعل هذه المناشط، رغم أهميتها، ذات أثر ضعيف. وما لم تتغير آلياتها وأدواتها ومضامينها في إطار إستراتيجي شامل فإنها ستظل كما لو كانت رفع عتب ليس إلا، ويظل الخطر قائما ويتعاظم".
وحول اختيار تنظيم القاعدة لعناصر من جنسيات غير سعودية، قال عضو هيئة التدريس بكلية الملك فهد الأمنية الدكتور فيصل اليوسف إن استخدام هذه الجنسيات (البنغلاديشية، الإريترية، الصومالية) يأتي "لبعدها عن الشبهة في جرائم الإرهاب، وعدم وجود سوابق إرهابية عليها من قبل، كما يأتي استهداف تنظيم القاعدة لجنسيات أخرى غير سعودية مقيمة في المملكة من خلال استغلال وضعها الاقتصادي، وعيشها تحت وطأة ظروف مادية متدنية".
وكيل كلية الدراسات العليا بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية اللواء الدكتور سعد الشهراني اتفق مع اليوسف، ورأى أن "العامل الاقتصادي عامل استدراج لهذه الجنسيات، وكذلك الضعف العقائدي".
وقال إن "تنظيم القاعدة يبحث عن تنويع وسائل عمله من خلال تنويع الجنسيات خاصة فيما يتعلق بجرائمه الإرهابية".
هذا وكانت المنطقة الشرقية في السعودية قد شهدت خلال السنوات الماضية عدة أحداث، من بينها هجوم أربعة إرهابيين مسلحين في 27 مايو/أيار 2004 على مجمع واحة عبد العزيز السكني في الخبر. كما شهدت أيضاً اشتباكات عنيفة مع عناصر القاعدة، الذين تحصنوا في مبنى سكني في حي المباركية بمدينة الدمام، وذلك في مطلع سبتمبر/أيلول عام 2005.
وفشل تنظيم القاعدة في تفجير مصاف نفطية في محافظة أبقيق بسيارتين مفخختين في 24 فبراير/شباط 2005، كان يتولى قيادة مجموعتها "فهد فراج الجوير"، الذي قتل ورفاقه في
عملية دهم أمني بالعاصمة الرياض بعد يومين من فرارهم من إبقيق.
نقلا عن مجلة الشرفة
http://www.al-shorfa.com/cocoon/meii/xhtml/ar/features/meii/features/main/2010/04/01/feature-01
السبت، 3 أبريل 2010
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق