الجمعة، 23 يوليو 2010

الحناية مهنة تدر أرباحا عالية للسعوديات


الحناية مهنة تدر أرباحا عالية للسعوديات

عبد الوهاب الصالح من الرياض لموقع الشرفة
2010-06-25

تعود جذور الحناء بالنسبة للمسلمين إلى ما ورد في التاريخ الإسلامي.

وقد تحدث عنه الطبيب المسلم الشهير إبن سيناء وقال "إنه نبات ينفع لأوجاع العصب، ودهنه يلين الأعصاب وينفع من كسر العظام. يطلى على الجبهة مع الخل للصداع، وفي قروح الفم، وموافق لأوجاع الرحم".

ولا تخلو مدينة أو قرية في السعودية من سيدة تعمل في الحناء، وتسمى "حناية"، وهي ترسم النقوش على أيادي النساء.

والكثير من الحنايات السعوديات لا يستخدمن الخلطات الجاهزة، بل يعددن خلطاتهن في المنازل.

وهذا هو حال صفية وندية في مدينة الهفوف في محافظة الإحساء شرق السعودية، واللتين تقومان برسم الحناء بخطوط دقيقة على يد النساء، ويفوح منزلهما برائحة مسحوق الحناء.

تنقش صفية أيدي النساء وتستمع لحكايات من تقوم بنقش يديها، فأصبحت تعرف قصص الكثير من الرجال والأسواق والمجتمع القريب والبعيد؛ فيما تجمع شقيقتها ندية المال من النساء، ثم تقوم بتغليف المزيد من الحناء الرطب في أقماعها المخصصة.

في محل صفية وندية لا يكف الهاتف عن الرنين، فكثيرات يرغبن في المجيء لنقش أيديهن بالعنابي الذي يميزهن عن غيرهن.

عالم الحنايات عالم مليء بالكسب المالي الذي يعد استثمارا قد لا يدركه الكثير من الناس.

في هذا الإطار، قالت مريم السويرج، التي تعيش في عالم الحناء منذ سبع سنوات، إنها اتخذت من الحناء مهنتها لأن لديها الموهبة في النقش والرسم، كما أنها لم تستطع إيجاد وظيفة أخرى. وهي تشعر بسعادة كبيرة حينما ترى النساء يثنون على نقوشها، على الرغم من الجهد الكبير الذي يتطلبه رسم الحناء.

وتحرص مريم على تطوير مهارتها باقتناء بعض الكتب التي تحوي بعض النقوش الغريبة والمطلوبة.

وتشير إلى أن "عمل الحناية يدر الكثير من المكاسب المالية، ولكن ذلك يتحدد بناء على شهرة الحناية ومدى قبول النساء لها، حيث يصل ما تقوم بجمعه من تلك المهنة في الأسبوع إلى أكثر من ثلاثة آلاف ريال (750 دولار) خاصة في مواسم الأفراح والأعياد".

من جانب آخر، تبذل أم حمد الرمضان، والتي أمضت أكثر من 10 سنوات في نقش الحناء، جهداً كبيرا على تلك الموهبة التي اتخذتها كمهنة تدر عليها دخلا جيدا ترى بأنه "أفضل من دخل بعض المعلمات".

وحول الدخل الشهري، تقول أم حمد إنه مختلف بين شهر وآخر، لكنها في المواسم تقدر الدخل بـ6000 ألف ريال (1600 دولار) في الأسبوع.

ففي المناسبات، تعمل أم حمد على مدار الساعة، وغالبا ما تصل ليلها بنهارها. ويأتي زبائنها من جميع القرى المحيطة بمسكنها في مدينة الهفوف.

وعن خلطتها الخاصة تقول "أشتري أفضل أنواع الحناء التي يتم استيرادها من دول أخرى في الخليج. وأقوم بعمل خلطاتها وألوانها المتدرجة بين العنابي حتى الأسود، وهما أكثر الألوان المرغوبة لدى النساء".

وتضيف أم حمد أن النقوش تختلف حسب لون البشرة والسن والوزن أيضا. وتُقبل النساء على النقوش التي تدخل فيها الزخارف العربية والنقوش الهندية والعمانية، كما الأشكال الهندسية المختلفة.

بدورها، تقول نرجس العلي إن لها خمس سنوات في هذه المهنة وأن "عملها لا يقتصر على نقش اليدين والقدمين فحسب، بل هناك من النساء من يطلبن وضع الحناء على أماكن عديدة في الجسد بغرض التزين".

وتابعت العلي أن البعض يقصدها ليشتري منها خلطة الحناء التي عرفت بها. فتقوم بعض المتدربات على وضع الحناء في منازلهن في محيط الأسرة والبعض الآخر لاستخدامه في الشعر، من دون مواد مضافة.

وتبلغ قيمة القمع الواحد 5 ريالات (دولار ونصف).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق