
الدراما السعودية تناضل للوصول إلى مكانة لائقة عبد الوهاب الصالح من الرياض
2010-02-19
أثبتت الدراما السعودية خلال السنوات الأخيرة بأنها قادرة على المنافسة في سوق الإعلام الخليجي.
فلقد أصبحت كافة القنوات العربية والخاصة تتنافس للحصول على احتكار تلك المسلسلات التي تنتَج من خلال السعوديين ويتم تنفيذها في الخارج.
كاتب السيناريو والمخرج والممثل السعودي ورئيس جمعية الثقافة والفنون بالمنطقة الشرقية سابقاً عبد العزيز السماعيل، تحدث لـ"الشرفة" عن لجوء الدراما السعودية للقنوات العربية وابتعادها عن التلفزيون السعودي.
"الدراما مشابهة تماما لوضع السينما، أي أنها صناعة وليست عملية إبداعية صرفة. وما ينطبق على مفهوم الصناعة من شروط ومتطلبات ومعايير في الإنتاج ينطبق على الدراما التي يسيطر عليها القطاع الخاص."
واستطرد قائلا "القطاع الخاص يسيطر على إنتاج الدراما ليس بسبب تحرره من الرقيب الحكومي فقط، بل لأنه يدفع أجورا أكثر للممثلين والكتاب وطاقم العمل الفني. هو يتحمل تكاليف الإنتاج الباهظة ومتطلباتها الكثيرة مقابل البيروقراطية والروتين والأنظمة الجامدة التي تحكم التلفزيونات المحلية بوصفها مؤسسات إنتاج رسمية."
وحول المعوقات التي تواجه الانتاج في التلفزيون السعودي للدراما، قال السماعيل "التلفزيون السعودي ينتج الكثير من المسلسلات التي تتكلم وتعالج الواقع اليومي. ولكن بصفته الرسمية، فهو يعمل وينتج ويعرض في حدود رقابية محسوبة لا يمكن تجاوزها. إلا أنه للأسف نلاحظ أن مؤسسات الإنتاج المحلي لم تنجح حتى في استثمار هذا الهامش الرقابي المتاح بشكل جيد."
أما الكاتبة والشاعرة السعودية الدكتورة ثريا العريض، فعلّلت لجوء الدراما السعودية للخارج إلى "أولا، الإبداع الدرامي المحلي لا زال وليدا غير معترف به. ثانيا، أولويات التغيير والتشجيع لدينا لم تتوجه إلى التمثيل بعد."
وقالت العريض "التفضيل السائد أن هناك ما هو أهم والأفضل الابتعاد عن التابوهات. ثالثا، متعتنا الترفيهية مشبعة بالدراما المستوردة وهي استهلاكية مفصلة على ذوقنا ومعدة للاستمتاع الضحل."
بدورها، قالت الإعلامية السعودية والمذيعة في قناة "الحرة" بثينة النصر إن "التلفزيون السعودي يلخصه تهكم ساخر شهير اتفقت أغلب فئات المجتمع على تسميته بـ "غصب 1" و"غصب 2"، إشارة إلى القناة السعودية الأولى والقناة السعودية الثانية."
واستطردت النصر قائلة "لدينا ندرة في كل ما يتعلق بتنفيذ المسلسلات الدرامية، من الطاقات البشرية إلى الموضوع (كتابة القصة والرواية الهادفة القابلة للإنتاج كعمل تلفزيوني). ونحن نعاني من ندرة في المخرجين والفنيين والممثلين المتخصصين وليس الهواة، ناهيك عن الممثلات اللواتي لا يستطعن البروز داخل المجتمع وعليهن الهروب والإقامة في الخارج للعمل وعدم التعرض للإساءة من قبل الآخرين."
وحول الاستعانة بالشخصيات النسائية من خارج السعودية، قالت الدكتورة ثرية العريض "إن المجتمعات الخليجية تجاوزت مجتمعنا المتخوف من خروج المرأة وحضور الأنثى في الحياة العامة. كما أننا متوجسين من مواكبة الزمن."
أما السماعيل الذي يختلف مع العريض فيرى بأن "الممثلة السعودية حاضرة في الدراما المحلية والخليجية إلى جانب ممثلات من دول الخليج الأخرى،" غير أنه يتفق معها في أن "الدراما الخليجية تجاوزتنا بكثير في الخصوصية وهوية الممثل لصالح الموهبة والتميز."
وتحدثت النصر عن استقطاب القنوات العربية والخاصة لبعض الشخصيات الفنية للعمل لديها واحتكارها، قائلة "ربما يكون [السبب] المقابل المادي."
وأضافت "مساحة الحرية في المحتوى والمعالجة أكثر مرونة في الخارج منها في الداخل [في السعودية]."
أما في موضوع كتابة السيناريو، قال السماعيل "أنا أتواصل مع المنتج المحلي ومع جهات عربية بسبب انتشارها في الفضاء، علماً بأن غياب المنتج الرسمي لم يكن لصالح العمل الفني الذي أصبح خاضعا لمعايير استهلاكية ولتحقيق الكسب المادي على حساب المضمون."
"وهنا تأتي المفارقة"، كما يقول السماعيل، "بين المنتج الرسمي والمنتج الخاص. فإما تخضع للرقابة الصارمة أو لتسطيح المضمون بشكل شامل."