الجمعة، 23 يوليو 2010

علاّمة ماردين يدعو الشباب المسلم لرفض الدعوات غير الشرعية للجهاد


علاّمة ماردين يدعو الشباب المسلم لرفض الدعوات غير الشرعية للجهاد

عبد الوهاب الصالح من الرياض لموقع الشرفة
2010-04-12

اجتمع الشهر الماضي عدد من العلماء والمفكرين المسلمين في مدينة ماردين في تركيا للطعن في تفسير فتوى عمرها 700 عاماً لطالما استخدمها المتطرفون لتبرير أعمال العنف ضد المسلمين وغير المسلمين.

وأصدر العلماء إعلاناً جاء فيه أن التصنيف التقليدي للعالم بين "دار للإسلام" و"دار للكفر" لا يتكيف مع الواقع المعاصر. وقالوا إن العالم اليوم لا يمكن تقسيمه بهذا الشكل وأن الجماعات المتطرفة قد أخطأت في تفسير فتوى ابن تيمية.

من جهته، قال العلاّمة الموريتاني الشيخ عبدالله بن بيه، الرئيس التنفيذي للمركز العالمي للتجديد والإرشاد في لندن (GCRG) "كان ذلك خطأ في فهم الجهاد والولاء والبراء والعولمة." وقد قام بن بيه، الذي رعى مؤتمر ماردين، بتأسيس المركز مع الدكتور عبدالله نصيف، نائب رئيس مجلس الشورى السعودي سابقاً، وبعض المسلمين من كل أنحاء العالم.

بن بيه تحدث في مقابلة مع "الشرفة"عبر الهاتف من منزله في جدة عن أبزر ما ورد في "إعلان ماردين". وهذا نص الحوار:

الشرفة : إلى ماذا هدف المؤتمر؟ وماذا عن أهمية مكان انعقاده؟

من "ماردين" المكان انطلقنا إلى كل مكان. ومن شيخ الإسلام "ابن تيمية" ومن سبعة قرون انطلقنا إلى كل القرون. وجمعنا كل العلماء من كافة الاختصاصات والمذاهب ومناقشة كل هذه الملابسات، حيث كان المغول والتتار يحتلون هذه المناطق وكانت دولة المماليك في الجانب الآخر مع شيخ الإسلام.

وقد أفتى ابن تيمية فتوى ملخصها "فكرة الدار المزدوجة" التي لها وجهان ولا يمكن أن تعتبر ماردين دار حرب أو سلم، هي دار مركبة، فهناك من التتار وليسوا مسلمين وهناك أهل ماردين من المسلمين. وقد قدمت هذه الفتوى بتوازن للتعامل مع الفريقين. شيخ الإسلام اقترح وصفا لهذه المنطقة واعتبر سبقاً حينها.

ولكن بعض الناس في بداية السبعينات "أخطأوا التأويل وما أصابوا في التنزيل"، فجعلوا الدار غير معصومة وكل الدور في العالم لا تحترم فيها الأموال والدم وكان ذلك خطاء في فهم الجهاد والولاء والبراء والعولمة.

الشرفة : بالنسبة لكم، ما أبرز ما ورد في "إعلان ماردين"؟

بن بيه : أبرز ما وصلنا إليه أن الدار في الوقت الحاضر مع الوضع العالمي لا تخضع إلى التقسيمات التي كانت قائمة في ذلك العصر. تلك التقسيمات لم تكن من باب "التوقيف" وإنما من باب "التوظيف" بمعنى أنها تقسيمات "وظيفية للدار" وكان العرب يقسمونها "دار إسلام" و"دار كفر" وهذا لم يكن تصنيفا من الشرع الذي لم يأمر بهذا، وإنما كان توصيفا وظيفيا لتلك الفترة. ورأينا الوضع العالمي يعتمد على المواثيق الدولية. ونقول بأن العولمة الجديدة لا تصنف دارا عن أخرى بمعني دار للمسلمين ودار للكفار، فالمسلمون في كل مكان في العالم، وهذه العناصر الجديدة بإمكانها تغيير فكرة التقسيم الذي كان معمولا بها في الماضي. ولهذا نحن عدلنا عن اسم "الدار" إلى "فضاء" للتسامح، فالعالم هو ذلك الفضاء.

وعلينا أن نعيد إذا صح التعبير قراءة المواثيق على ضوء الشريعة، ونلاحظ بأن الفصل 51 من ميثاق الأمم المتحدة يتحدث عن الحرب والسلام وهو قريب جداً من نصوص الشريعة الإسلامية.

الشرفة : إلى أي جماعة تم توجيه هذا الإعلان؟

بن بيه : في اعتقادي ما قصدناه هو إثارة حوار ونقاش. فالإثارة كما نقول في الفقه قبل الإنارة، نحن نتبنى "التأصيل والتوصيل" بمعنى نؤصل إلى قضية ما من طرف العلماء ونوصل هذا الفكر إلى الآخرين، ونطمح للتصالح في الساحة الإسلامية التي تشهد حروباً، ونعمل على وجود حياة استجابة لدعوة النبي محمد، وندعو بأن تحيا الأمة ويكون لها عقل.

هناك ضعف في العقل والرشد ونسعى لإيجاد فقه معاصر للنظر في الجذور التاريخية، لمحاولة إسقاط بعض تلك الأحكام على الوضع الحالي، لو وصلت الأمة إلى الحد الأدنى من الاتفاق.

الشرفة : من خلال تعايشكم مع العلماء المسلمين، كيف ترون تعاملهم مع فتوى ماردين؟

بن بيه : لقد اختلفت من شخص لآخر، وكان الاختلاف واضحاً حينما طرحنا فكرة التحريف في شيخ الإسلام ابن تيمية. هناك تحريفٌ في الفتوى المطبوعة. وكان رد الفعل واضحاً حول كلمة "يقاتلون" وليس "يتعاملون"، فوجدنا بأن الأدلة الدامغة من خلال الشيخ "ابن مفلس" وهو أحد تلامذة الشيخ ابن تيمية المباشرين وأعلمهم في الفقه الحنبلي ذكر بأن الفتوى "يتعاملون" وليس "يقاتلون" وهي موجودة كذلك في "الفتاوى النجدية" وقد وجدنا الأدلة الدامغة التي تقول بأنه "يعامل" وليس "يقاتل"، فكلمة يقاتل ليست صحيحة وهي مربط فرس في الفتوى التي يعتمد عليها من يدعون الجهاد.

الشرفة : هل هناك أمل أن من أخطأ في التأويل أن يعود عن هذا الخطأ؟ وكيف ترون ظهور حالات في العالم الإسلامي تدعو إلى نبذ مفهوم الدولة المعاصرة والتمسك بقراءات متشددة للشريعة؟

بن بيه : لا أتوقع أن نجد عودة بالطريقة التي نطمح لها، لكننا نجد بأن بعض العلماء راجعوا بعض الأفكار وقاموا بتحديث رؤاهم خصوصا فيما يخص دولة المواطنة. ونحن نرى بأن دولة المواطنة فكرة صحيحة ومقبولة شرعا.

وهي قد لا تؤثر في الدوائر التي تخلّ بالأمن، لكنها تؤثر في المنابع التي تمدها بالفكر وإن كانت تختلف معها في العمل، ولا أريد أن أحكم على أحد.

بعض الآراء التي تفسر تفسيراً ظاهرياً لبعض النصوص الشرعية من الكتاب والسنة أو تأخذ بأقوال العلماء بتفسير ظاهري لها، قد تؤدي إلى قتال غير شرعي أو غير منطقي وغير قانوني.

الشرفة : الإعلان أكد عدم الجواز للفرد المسلم ولا لجماعة من المسلمين إعلان حرب أو دخول في جهاد قتالي من تلقاء أنفسهم. ما هي توصيتكم لمن يقاتل تحت راية هذا النوع من الجهاد؟

بن بيه : نحن نرجو أن يتعقل شبابنا وأن لا يقدم الآخرون ذريعة لهم للدخول في هذه الحروب. ونحن نريد أن نكون إطفائيين لهذه الحرائق التي تعلن على أمتنا الإسلامية، وليس لها عقلاً أو شرعاً. نحن ضد كل تلك الحروب التي تعلن هنا وهناك والقتال بدون قيادة سياسية ورأي ولاية الأمر غير مقبول. علينا ترجيح ميزان العقل والمصلحة والنصوص الحقيقية، وعلينا أخذ مقاربة فكرية جديدة للعالم الإسلامي. نحن أناس يقترحون فقط، كما نطمح إلى التعاون مع الخطاب السلمي والتيار العاقل في العالم الإسلامي الذي يؤمن بالحقوق والواجبات.

راكبو النخيل وصراع البقاء في السعودية


راكبو النخيل وصراع البقاء في السعودية

عبد الوهاب الصالح من الرياض لموقع الشرفة
2010-07-02

قبل أن يصبح البترول محور الاقتصاد في السعودية، كانت محافظة القطيف، شرق البلاد، تُعرف بشكل أساسي بثروتها من أشجار النخيل.

فالقطيف واحة زراعية كانت تعتمد قبل البترول على الزراعة والبحر، كمصادر للدخل فيها. وفي واحة المحافظة مليون نخلة موزعة على مساحة 10 آلاف فدان.

تلك الواحة الزراعية فقدت الكثير من صورتها بعد أن أهملت وأصبح سكان المحافظة يعملون في الشركات الكبرى مثل شركة أرامكو السعودي،. إذ تحتاج الأشجار إلى رعاية متواصلة، لا سيما لإرضاء مستهلكي التمر.

حين بدأ السعوديون ينخرطون في قطاع الخدمات البترولية، أدت التغييرات في سوق العمل إلى تكوين سوق متخصصة للعاملين في رعاية النخيل. وأما اليوم، فكافة الوظائف في هذا القطاع يشغرها عمال وافدون، في حين أن السعوديين الذين لا يزالون في هذا المجال، قد ورثوا مهنتهم من الأجيال السابقة ولا يعرفون غيرها.

وتمتد الرعاية بأشجار النخيل على ثلاث أو أربع مراحل في السنة.

في المرحلة الأولى، يقوم العمال بتنظيف شجرة النخيل، ثم يستعينون في المرحلة الثانية بلقاح وغطاء تلقيح لحمايتها. أما في المرحلة الثالثة، فيزيلون الغطاء الواقي ويكشفون التمور، التي يتم قطفها في المرحلة الرابعة والأخيرة.

ويجني راكب النخيل 25 ريالاً لكل شجرة يجهزها. وهو يقوم عادة بأربع زيارات في السنة إلى الموقع. وإذا كانت الحديقة جزءاً من منزل، يمكنه أن يجني مبلغاً قدره 500 ريال يدفع له دفعة واحدة. غير أن هذه المهنة تتطلب جهداً جسدياً كبيراً، إذ يترتب على العامل أن يتسلق أعلى الشجرة، التي قد يصل ارتفاعها من 25 إلى 30 متراً.

ويقول الشاب علي السياقات، عامل نخيل يبلغ من العمر 28 عاماً، "نحن مجموعة من الشباب كان آباؤنا يعملون في هذه المهنة، وكنا نعيش معهم منذ الطفولة في البساتين".

ويضيف "عملنا موسمي ودخله قليل. يبدأ عملنا قبل بدء خروج الثمر (الرطب) حيث نقوم بنزع الشوك من سعفها، ثم ننظف أطرافها، وننهي عملنا بإنزال الثمرة نحو الأسفل". وتابع قائلاً "يأتي جاني الرطب بعد نحو ثلاثة أشهر ليمارس عمله بكل سهولة".

وأشار السياقات إلى أن هذه مراحل متباعدة زمنياً، وتأخذ وقتا يستمر ثلاثة أشهر في السنة، مضيفاً أن كثيراً من المنازل تحافظ على "زراعة النخلة، وهنا يأتي دورنا حيث نقوم نحن بالاعتناء بها طوال العام".

"بعضهم يريد ثمرتها في بداية الموسم وآخرون يريدون أن يستفيدوا منها في عمل (التمر) الذي يتم عمله خلال فترة الصيف"، بحسب السياقات.

ويصف راكبو النخيل مهنتهم بمهنة المتاعب والأخطار. فالأشجار عادة ما تكون مرتفعة وسهلة الانكسار في أعلاها.

ويقول السياقات "من المخاطر التي تحدق بنا سوسة النخيل، فإن كانت النخلة مرتفعة وهي مصابة، ربما تنكسر فنقع مع جذعها"، مستدركا "لا نركب أي نخلة إلا بعد معرفة مدى سلامتها".

الخبرة الطويلة تجعل راكبي النخيل أصحاب غريزة طبيعية مميزة تمكنهم من معرفة مدى سلامة النخلة كما ويصبح بإمكانهم تحديد نتيجة تسلقهم الشجرة من خلال مجرد النظر أو السمع.

وهنا يقول صالح العوامي، 55 عاما، "إن أصيبت بسوسة النخيل، نشعر بصوت التجويف المنبعث من أداة الكر التي نركب بها النخلة".

وفي حديثه، أشار العوامي الذي يعاني ألماً في الركبتين بعد كل يوم عمل، إلى أن الوقت الذي يمضيه على كل نخلة يعتمد على عمرها. ويقول "بعض أشجار النخيل يحتاج إلى نصف ساعة، وبعضها أكثر من ساعة".

ويتخوف العوامي من انقراض هذه المهنة.

وعن شجرة النخيل الشاهقة الطول (30 مترا)، يقول العوامي "لا أخشى النخيل المرتفعة. أتسلق بعضها وأشعر بالمتعة رغم وجود الخطر".

ويستدرك "أحيانا ينتابنا الخوف من تمايل النخلة الطويلة، فالهواء الشديد يهز الجذع الذي نكون واقفين عليه ليسبب الخوف، ويؤخر الإنجاز".

ورغم تفاؤل العوامي والسياقات حول دخول العناصر الشبابية للعمل في الفلاحة، إلا أن هذه المهنة تعاني نقصاً في اليد العاملة. وأصبح من الملحوظ هيمنة العمالة الوافدة التي تمارس الدور الذي يقوم به الفلاح السعودي، الأمر الذي أثار بعض الجدل.

ويؤكد العمال الأجانب الذين احترفوا مهنة تجهيز النخيل في بلادهم على أن عملهم فيه الكثير من الاحتراف وأن الطلب الكبير على خدماتهم دليل على ذلك.

ويقول كومار، وهو راكب نخيل هندي، "خبرت التعامل مع النخيل منذ كنت في الهند، فبلادي فيها الكثير من النخيل".

وأضاف قائلاً "نختلف من ناحية تزيين النخلة عما يفعله المزارع السعودي".

الحناية مهنة تدر أرباحا عالية للسعوديات


الحناية مهنة تدر أرباحا عالية للسعوديات

عبد الوهاب الصالح من الرياض لموقع الشرفة
2010-06-25

تعود جذور الحناء بالنسبة للمسلمين إلى ما ورد في التاريخ الإسلامي.

وقد تحدث عنه الطبيب المسلم الشهير إبن سيناء وقال "إنه نبات ينفع لأوجاع العصب، ودهنه يلين الأعصاب وينفع من كسر العظام. يطلى على الجبهة مع الخل للصداع، وفي قروح الفم، وموافق لأوجاع الرحم".

ولا تخلو مدينة أو قرية في السعودية من سيدة تعمل في الحناء، وتسمى "حناية"، وهي ترسم النقوش على أيادي النساء.

والكثير من الحنايات السعوديات لا يستخدمن الخلطات الجاهزة، بل يعددن خلطاتهن في المنازل.

وهذا هو حال صفية وندية في مدينة الهفوف في محافظة الإحساء شرق السعودية، واللتين تقومان برسم الحناء بخطوط دقيقة على يد النساء، ويفوح منزلهما برائحة مسحوق الحناء.

تنقش صفية أيدي النساء وتستمع لحكايات من تقوم بنقش يديها، فأصبحت تعرف قصص الكثير من الرجال والأسواق والمجتمع القريب والبعيد؛ فيما تجمع شقيقتها ندية المال من النساء، ثم تقوم بتغليف المزيد من الحناء الرطب في أقماعها المخصصة.

في محل صفية وندية لا يكف الهاتف عن الرنين، فكثيرات يرغبن في المجيء لنقش أيديهن بالعنابي الذي يميزهن عن غيرهن.

عالم الحنايات عالم مليء بالكسب المالي الذي يعد استثمارا قد لا يدركه الكثير من الناس.

في هذا الإطار، قالت مريم السويرج، التي تعيش في عالم الحناء منذ سبع سنوات، إنها اتخذت من الحناء مهنتها لأن لديها الموهبة في النقش والرسم، كما أنها لم تستطع إيجاد وظيفة أخرى. وهي تشعر بسعادة كبيرة حينما ترى النساء يثنون على نقوشها، على الرغم من الجهد الكبير الذي يتطلبه رسم الحناء.

وتحرص مريم على تطوير مهارتها باقتناء بعض الكتب التي تحوي بعض النقوش الغريبة والمطلوبة.

وتشير إلى أن "عمل الحناية يدر الكثير من المكاسب المالية، ولكن ذلك يتحدد بناء على شهرة الحناية ومدى قبول النساء لها، حيث يصل ما تقوم بجمعه من تلك المهنة في الأسبوع إلى أكثر من ثلاثة آلاف ريال (750 دولار) خاصة في مواسم الأفراح والأعياد".

من جانب آخر، تبذل أم حمد الرمضان، والتي أمضت أكثر من 10 سنوات في نقش الحناء، جهداً كبيرا على تلك الموهبة التي اتخذتها كمهنة تدر عليها دخلا جيدا ترى بأنه "أفضل من دخل بعض المعلمات".

وحول الدخل الشهري، تقول أم حمد إنه مختلف بين شهر وآخر، لكنها في المواسم تقدر الدخل بـ6000 ألف ريال (1600 دولار) في الأسبوع.

ففي المناسبات، تعمل أم حمد على مدار الساعة، وغالبا ما تصل ليلها بنهارها. ويأتي زبائنها من جميع القرى المحيطة بمسكنها في مدينة الهفوف.

وعن خلطتها الخاصة تقول "أشتري أفضل أنواع الحناء التي يتم استيرادها من دول أخرى في الخليج. وأقوم بعمل خلطاتها وألوانها المتدرجة بين العنابي حتى الأسود، وهما أكثر الألوان المرغوبة لدى النساء".

وتضيف أم حمد أن النقوش تختلف حسب لون البشرة والسن والوزن أيضا. وتُقبل النساء على النقوش التي تدخل فيها الزخارف العربية والنقوش الهندية والعمانية، كما الأشكال الهندسية المختلفة.

بدورها، تقول نرجس العلي إن لها خمس سنوات في هذه المهنة وأن "عملها لا يقتصر على نقش اليدين والقدمين فحسب، بل هناك من النساء من يطلبن وضع الحناء على أماكن عديدة في الجسد بغرض التزين".

وتابعت العلي أن البعض يقصدها ليشتري منها خلطة الحناء التي عرفت بها. فتقوم بعض المتدربات على وضع الحناء في منازلهن في محيط الأسرة والبعض الآخر لاستخدامه في الشعر، من دون مواد مضافة.

وتبلغ قيمة القمع الواحد 5 ريالات (دولار ونصف).

نشر الوسطية في السعودية وسيلة لكسر جسر التطرف


نشر الوسطية في السعودية وسيلة لكسر جسر التطرف

عبد الوهاب الصالح من الرياض لموقع الشرفة
2010-06-15
لا يكاد يمر أسبوع دون أن يسمع السعوديون عن مؤتمر دولي أو ندوة تناقش "الوسطية في الإسلام".

وكان آخرها "ندوة حول مفاهيم الوسطية والإرهاب والأمن الفكري" التي نظمتها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بمنطقة القصيم في 10 يونيو/حزيران.

يشار إلى أن المؤتمر الذي يشكّل جزءاً من سلسلة مؤتمرات تعقد في مختلف المحافظات يهدف إلى "وضع خطط مستقبلية جديدة نسير عليها لمحاربة الفكر الضال الذي يدعو إلى التكفير والتفجير ويحارب التطوير والتقدم في مجالات الحياة"، بحسب قول الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز.

وتأتي أهمية هذه الندوات التي تجمع أئمة وعلماء دين من أنحاء المملكة نتيجة الاقتناع بأن مشكلة "الغلو والتطرف" التي انتشرت في السعودية وبعض الدول الإسلامية هي أزمة فكرية في الأساس.

وتأمل السلطات السعودية في أن تكبح تنامي الفكر المتطرف من خلال نشر الوسطية.

من جهته، قال عبد الرحمن محمد الوهابي الأستاذ المساعد في قسم اللغة العربية في جامعة الملك عبد العزيز في جدة إن الحديث عن مفاهيم الوسطية في "الثقافة السعودية المعاصرة برز بصورة واسعة نتيجة الشعور بخطر المفاهيم غير المعتدلة، وانتشار ثقافة التطرف الفكري في الرؤية الدينية خاصة".

ولفت الوهابي إلى وجود دفع رسمي في السعودية نحو "الرؤية الوسطية، ازداد من خلال برامج الإصلاح التي تدعمها الحكومة السعودية."

وأضاف أن تفاعل الوسطية لا يأتي "بالأماني بل من خلال أجندة توعوية مكثفة يلازمها تطبيق منظم في مجموعة أنشطة المجتمع."

ويرى الوهابي أن الحكومة السعودية أخذت هذه المبادرة في محاولة جادة لكبح "أورام التطرف الفكري وانتشارها ومحاربتها عبر برامج الحوارات الفكرية والمؤتمرات التي تسعى الدولة إلى تثبيتها في مجال التسامح ووضع حد للتطرف الفكري ... الحاضر والذي يعمل بصورة سرية".

من جهته، قال الباحث الإسلامي ورئيس تحرير مجلة الكلمة السعودية زكي الميلاد في حديث مع "الشرفة" إن الفكر الوسطي "ليس ظاهرة جديدة في الثقافة الإنسانية"، معتبراً أنه "الاعتراف بالآخر والقبول به والتعايش معه".

وأكد على أن الاعتدال يجب أن يحيط بكل "أفكارنا وبكل تصرفاتنا بعيداً عن الغلو والتطرف، وبعيداً عن الانغلاق والتقوقع في الذات".

ودعا الوهابي المجتمع الإسلامي إلى "بسط مفاهيم توفيقية للوسطية"، مضيفاً أن غياب "الحرية والحقوق والأمن الاجتماعي وبروز الفساد من الناحية التطبيقية مدعاة للتطرف في أي مجتمع كان".

ويرى الوهابي أن السلطات السعودية بدأت بتطبيق الإصلاحات من خلال إجراء الانتخابات البلدية ومحاربة الفساد في الحكومة والتي من شأنها تعزيز هذه الوسطية.

ويعد برنامج المناصحة من أهم المشاريع التي أطلقها السعوديون وهو يهدف إلى تأهيل الأشخاص ذوي الفكر المتطرف من خلال تصويب أفكارهم المغلوطة عن الإسلام وإعادة دمجهم في المجتمع.

ويستند البرنامج إلى فكرة أن الحرب على التطرف هي جزء من "حرب الأفكار" والتي تدور حول ما هو مباح في الإسلام.

ودعا الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية الدكتور ضياء رشوان إلى الاستفادة من التجربة السعودية في تأهيل معتنقي الأفكار الضالة.

وقال "يعد برنامج المناصحة المشروع المنهجي الوحيد في العالم العربي والإسلامي الذي حقق نتائج مذهلة، فالفكر لا يمكن مقاومته إلا بالفكر".